كُنْت أَظُن أَنَّه لَو كَانَت لِي سُلطَة على البشريَّة لقضيت على كُلِّ مِن
شممْتُ فِي دَمِه رَائِحة كَونهِ وَغْدٌ.
لَا أَقصِد السُّفهاء أو الحمْقى؛ لَكِن أَقصِد كُلُّ من تَسمَح لَه سُلْطتُه
أو قُوَّتُه لاسْتضْعاف الآخرين.
تمنيت لو انزل العقاب على اُولئِك الَّذين أَصبَحت مَشاعِر الآخرين بِلَا
مَعْنى لَديهِم، اُولئْك الَّذين اِتَّخذوا مِن سُلْطتِهم ملاذًا لِإشْبَاع مصالحِهم
ورغباتِهم.
لَكننِي وَجدَت نَفسِي قد أُبيد مُعظَم البشريَّة، وانْه إن تمَّ
التَّخَلُّص مِن كُلِّ أَوغَاد العالم، سَيصبِح العالم بِلَا أَوغَاد، وعنْدَهَا
ستظْهر طَبقَة الأوْغاد اَلجُدد!
ولن اِعْرِف عِنْدهَا أَننِي قد أَصبَحت أول أولئك الأوْغاد.
فَبمُجرد التَّفْكير فِي التَّخَلُّص مِن الأوْغاد أكتشَف أنَّ ذَلِك
يجْعلني وَغدَا مِثْلهم، مهما ظننت أن أهْدافي نَبِيلَة. فسَأصبِح مِثلَهم طالمَا
تَعدَّت أفْعالي حَيَاة الآخرين.
مجرَّد تَصرُّف الشَّخْص تبعًا لِسلْطَته فِي نَيْل الآخرين فمًا اَلذِي
تَبقَّى كيْ يُصْبِح وغدًا كبيرًا!
حسنًا سأتراجع عن تِلْك الفكْرة
الآن :)