الرسالة الأولى - لا تنبهر



منذ أن ولدت وأنا أرى عينك تتلألأ كلما وقع بصرك على جديد. تتطلع للغريب، تتطلع للجديد، تتطلع لما هو مبهرٌ أكثر.

لست وحدك، ولكنْ هكذا فُطِرنا. فكيف سنُبتلى بحبِّ الحياة!

 

لا أتمالك مشاعري حينها غير الخوف عليك مما يحمل المستقبل. ليس من ذلك وحده ولكن من كل شئٍ. أحاول أن اتعلم ألا أفعل ذلك، لكنها وظيفتى أن أفعل! أو جزء من وظيفتى كأب إن صح القول.

 

أتمنى فقط ألا أُنغِّص عليك حياتك.

 

أود أن أقولها بصراحة "لا تنبهر". لكن ليس هكذا يجب أن أصيغها.

لا أعرف كيف أصيغها. فهل يجب أن أقول:

-         لا تنبهر!

-         لا تنبهر بالبشر مهما كانوا!

-         لا تنبهر بأي شخص على قيد الحياة!

-         لا تنبهر إلا بالمرسلين وتابعيهم!

-         لا تنبهر بالأضواء!

-         لا تنبهر بالجمال!

 

لن تعي ما أقول إلا عندما تنبهر، وتعلم لاحقًا حقيقة ما انبهرتَ به.

أتمنى ألا تقع في ذلك، لكنها سنَّة الحياة.

وإلا فكيف ستتعلم ؟

لا تحزن من نفسك. قم. تعلم من أخطائك، وانضج لرجل جديد.

 

لا أود الاعتراف بذلك لكن حقيقة الأمر أنني أول من ستصارحك الحياة بمبالغة انبهارك بهم. وستسقط تلك الهالة التي رسمتها لمجرد أننى كنت أحد أول مصادر الإنبهار في حياتك.

فلست أفضل أب.

-         إننى لا أستطيع الطيران.

-         ولا أستطيع منع أمك من توجيهك للسرير حتى تنام.

-         ولا أستطيع أن أجعل الامتحان سهلًا.

-         ولا أستطيع ان أوفر لك كل ما تريد.

 

وحينما تكبر سترانى أنسى وأخطى وأتكاسل.

أرجو حينما تدرك ذلك أن تنبهنى وتعيننى قبل أن تسخط عليّ.

 
To Top