كل التحية لمن أخفق

 



ننخدع كثيرًا في محاولةِ استلهامِ الحماسةِ والشغفِ ممن نجحوا وحدهم ونتناسى باقي المحاولات.

لا أودُّ الحديثَ عن أولئكَ الذين تنشغلُ أعينُنُا ببريقِهِم، ويتنافسُ الجميعُ على اللحاقِ بأثرِهم، لكنني أطيلُ الحديثَ دومًا عن أولئك الذين أخفقوا، الذين حاولوا ولم يفلحوا... لأي سبب كان..

 

إننا نراهم كلَ يومٍ؛ في الشارعِ، وفى العملِ، وحتى أمام مرآةِ كلِ واحدٍ منَّا في كل صباحٍ ومساء.

فالعينُ تفضحُ كلَّ شعورٍ، ومكنونُ القلبِ تفضحُه الكلماتُ.

إنَّ محاولةَ تفادى أخطاءَ الغيرِ تتمثلُ في رسمِ نقاطٍ بلا معنى كلّ حينٍ، وننتظرُ كي تكتملَ الصورةُ - إن أمكن - ونحاول إدراكَ معانِ الحياةِ التي غابت عنَّا أو التي لم نواجه بعد.

إنني ممتنٌّ لأولئك الذين تعلمتُ من أخطائِهم، أشكرُهم حقًا من كلِّ قلبي على كلِّ نقطةِ ظلامٍ استنرتُ بما تبقَّى فيها من ضوءٍ. وكم أحاولُ أن أنيرَ طريقي وطريقَ غيرى ما استطعت.

لا أودُّ أن أختمَ الحديثَ دون أن أذكر نفسي ومن يقرأ أنه لا فضلَ لمن وُفِّقَ على من لم يُوَّفَّق سوى إرادة الله تعالى في خلقه.
وليس لنا دخلُ في أن نسألَ.

إننا نسعى وندعوهُ وله الأمرُ..

فمن سواهُ نتوكلُ عليه ونَرجو رِضَاه..


كلُّ التحيةِ لمن أخفقَ..

كلّ التحيةِ لمن يحاول.. 

____________________

مصدر الصورة: Unsplash

To Top